لم اجد غير هده الهدية الصباحية لاصدقائي بالمنتدى صباح النور للجميع
صوتك الشفاف كم لفَّ وكم لفَّ حكايا
عن مشاوير شباب و صبابات صبايا
في الضفاف الزرق .. ترويها الرمال والظلال
في البساتين التي مدَّت إلى الشمس هدية
وعلى الدرب الى العين .. تغنيها صبية
صوتك الشفاف كم لفَّ شراع السندباد
يعبر الأبعاد في غيبوبة عبر البحار
يغزل الزرقة لحناً بين اضلاع فؤادي
يحمل الشوق الذي يكوي بلادي
لطيورٍ تتغذى انتظار..
خلف أبعاد البحار
بوحهُ الصافي أضاميم سلامٍ ووداد
يحمل الورد الذي نسقيه من نورٍ و نار
لمساكين ينادون النهار
يهرقون الدم والبسمات من أجل النهار
ويموتون لكي يحيا الصغار..!
صوتك الشفاف يا جنح السنونو
يحفظ التذكار .. يرويه كما شاء الحنين
كم على ضفَّاته ناحت عيونٌ وعيون
كحل الليل على اهدابها ظل انكسار
تتلوى .. تترقب
تتلظى .. تتلهب .. تتدرب
كيف يأتيها انتظار
صوتك الإنسان كم علمنا درس انتصار
وأكلنا الليل والأشواك من أجل الصباح
آه ما أغلى الصباح
حينما يحيا على أفكارنا
عندما نعطيه من أشعارنا
دون أن نبصره .. كلَ كفاح
حينما يسطو علينا الليل والسل المباح
صوتك العملاق كم يحتد في وجه السدود
يجرح الأسلاك .. يأتينا سلالاً من ورود
يزرع النور على قبر الشهيد
أيقظيه .. أشعليه .. ابعثيه من جديد
صوتك الشفاف في الأكواخ يسري في الخيام
قطراتٍ من حنان وسلام
يلثم الأطفال والنور المشرد
يتلوى .. يتنهد
يتلظى ويعربد
زوبعاتٍ من لهيب وضرام
كيف لا ..؟
خطوات الفجر تاهت في الظلام
وذوى الزيتون وانهار السلام
وأتى الزنزانة السوداء ونادى وتدفق
نهر نار .. حمل الشمس رسالة
أنت يا شمس لنا للثائرين
أيها الليل من الغيظ تمزق
واستفاق الطيبون
صوتك الشفاف .. كم لفَّ شراع السندباد
ورسا في كل شطٍ وبلاد
تحمل التذكار والتاريخ والدمع هدية
من بلادٍ عربية
لبلادٍ عربية
في الليالي الوطنية
يجمع الجرح بلادي العربية
وأساطير من الظلمات .. تلقتها إلى قاع البحار
في فم التمساح والحيتان .. في قاع البحار
غنِ عنها يا شراع السندباد
عندما ترسو على شط بلادي..!
من الديوان الأول للشاعر محمود درويش
عصافير بلا أجنحة