بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فشأن المسلم أن يعبدَ اللهَ على بصيرة، بحيث يكون مدركًا للعبادة التي يؤديها في أركانها وشرائط صحتها وهيئاتها، وما ينبغي أن تكون عليه، والحج والعمرة لكل منهما حُكْم شرعي خاصٌّ وكيفية تُؤَدَّى بها.
والحج في اللغة: القصد، وشرعا: قصد الكعبة للنُسك الخاص، أما العمرة فهي في اللغة: الزيارة، وشرعا: زيارة البيت الحرام بكيفية خاصة.
والحج أحد أركان الإسلام ومعلوم من الدين بالضرورة، قال الله تعالى: (وللهِ على الناسِ حَجُّ البيتِ مَنِ استطاعَ إليهِ سبيلاً ومنْ كفرَ فإنَّ اللهَ غنيٌّ عنِ العالمينَ) (آل عمران: 97)، وقال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فَحُجُّوا" فقال
رجل: أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال ـ صلى الله عليه وسلم: "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" ،
أما العمرة فهي فرض عند الشافعية والحنابلة كالحج، وسُنّة مؤكدة غيرهما؛ لأنها لم تذكر في الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الحج وإنما ذُكِرَت تِبَعًا في مواطنَ أخرى.
والحج لا يتكرر في عام واحد، أما العمرة فيمكن تكرارها يوميًّا وعلى مدار السنة؛ لأن الحج يختص بميقات زماني؛ هو شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، ويرتبط بالوقوف بعرفةَ يوم التاسع من ذي الحِجة، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (الحَجُّ أشهرٌ معلوماتٌ) (البقرة:
197) .
كذلك يختص الحج برمي الجِمارِ يوم النَّحْر وأيام التشريق ولا شيء من ذلك في العمرة.
وتلتقي العمرة مع الحج في: الإحرام من الميقات المكاني، والطواف، والسعي، والحلق أو التقصير، واجتناب محرمات الإحرام من لبس المخيط وقتل الصيد وعقد النكاح وغير ذلك.
ولا تستغرق أعمال العمرة إلا ساعة من نهار، وقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صحيح الحديث : "العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما بينهما، والحَجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
والله أعلم .